في الوقت الذي يعلن فيه وزير الخارجية الأميركي أنه يصل إلى إسرائيل بصفته يهودياً، وفي الوقت الذي تنمو فيه في الولايات المتحدة والكثير من الدول الاوروبية حركة الصهيونية المسيحية الداعمة للاحتلال الصهيوني لفلسطين باعتبارها أرض الميعاد، التي يحكمها متطرفون يعلنون صبح مساء أنهم سيهدمون المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم، وهم يضمرون هدم كنيسة القيامة، فهم ورثة من سعوا لقتل المسيح.
وفي الوقت الذي يشرع فيه هؤلاء ليهودية الدولة، تدعمهم بذلك بلا تردد زعامات سياسية عالمية، خاصة تلك التي حكمت وتحكم البيت الابيض، فهاهو جو بايدن يتفاخر بصهيونيته، وقبله كان الرئيس الأميركي الأسبق ريغن، يتمنى أن يحضر معركة (هرمجدون) في أرض الميعاد، ليليه جورج بوش الابن معلنًا أنه ينفذ إرادة السماء في ضرب العراق وحماية إسرائيل، وبعد سيل من الأدلة والبراهين والإعلانات الصريحة من الاسرائليين ومناصريهم، وكلها تؤكد ان الصراع في فلسطين هو صراع ديني، بعد ذلك كله يخرج علينا من يحذرنا من القول أن ما يجري في فلسطين هو ?راع ديني.
وهو قول يغاير كل ما يجري في فلسطين أولها أنه يناقض الحقائق، كما أنه ينكر كل ما يقوله قادة كيان العدو وما يفعلونه، وكيف يوجههم حاخامات يهود، فإنه فوق ذلك يجرد فلسطين، وأهلها من السند والمدد، حتى من وطنهم العربي، ففيه عرب وكراد وامزيغ يشدهم إلى فلسطين مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفلسطين بالنسبة لهم هي الارض المباركة من البحر إلى النهر، وقبل ذلك من قال ان هناك تناقضا بين العروبة والاسلام، فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، والحديث النبوي ربط عزة العرب بعزة الإسلام، فلماذا هذا الإصرار على تجريد فلسطين من مددها الق?دم بإذن الله، بينما يسعى اليهود إلى «أرض الميعاد» على اختلاف اعراقهم من الفلاشا إلى الامريكان.